اختر صفحة

 

البدعة هي: «طريقة في الدين مُختَرَعة تضاهي الشرعية يُقصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه».

فالمجتهد العابد رامَ ببدعته – التي لم يشرعها الله ورسوله – إلى المبالغة في عبادة الله عز وجل من أجل السبق والفوز، ولكن قبول الأعمال منوط بتحقيق أصلين اثنين وهما: الإخلاص والمتابعة.

قال تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلً) قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (أَحْسَنُ عَمَلً): أخلَصه وأَصوَبه، فإنّه إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً، لم يُقبَل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً، لم يُقبَل حتى يكون خالصاً، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة» .

وقد حَفِلَت مواعظ السلف بالتحذير من البدعة ومن نماذج ذلك:

   عن سفيان الثوري قال: بلغني عن عمر رضي الله عنه أنّه كتب إلى بعض عُمّاله فقال: «أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة رسوله، وترك ما أحدث المحدثون بعده، مما قد جرت سنته، وكُفُوا مؤنته، واعلم أنه لم يبتدِع إنسان قط بدعة إلّا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها ، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة ، واعلم أنّ من سنّ السنن قد علم ما في خِلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق ، فإنّ السابقين الماضين عن علمٍ وقفوا وببصرنا قد كفوا».