قال ابن الجوزي رحمه الله : «وأكثر ما يُلبّس به إبليس على العباد، والزهاد، خفيّ الرياء، فأما الظاهر من الرياء فلا يدخل في التلبيس».
والرياء هو: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها، وحمدهم صاحبها.
وهو من أعظم قوادح الإخلاص، وهو داء خطير ومرض عضال، ينتشر في القلوب كما تنتشر النار في الهشيم.
والأعمال إذا خَلَت من الإخلاص، صارت نِفاقاً متوعّداً عليه بسوء العاقبة، إذ الإخلاص هو الوسيلة إلى صحة الإيمان والأعمال جميعاً.
ونصوص الكتاب والسنة والآمرة بالإخلاص والمحذّرة من الرياء كثيرة جداً كقوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
وعن جندب رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قال: «من سمَّع سمَّع الله به ومن يرائي يرائي الله به».
ومن مواعظ السلف المحذّرة من الرياء:
– عن سعيد بن عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون المصري يقول: «إعلموا أنه لا يصفو لعامل عمل إلا بإخراج الخَلقِ من القلب في عمله وهو الإخلاص، فمن أخلص لله لم يَرجُ غير الله، فكن على عِلمٍ أنه لا قبول لعملٍ يُراد به غير الله، فمن أراد طريق التجريد إلى الإخلاص، فلا يدخلنّ في إرادته أحد سوى الله عز وجل، فشمّر عن ساقك واحذر حذَرَ الرجل أن يُدخِلَ في العظمة لله تعظيم غير الله، واجعل الغالب على قلبك ذلك وقد صفا قلبك بالإخلاص».