العُجْب هو اعتدادٌ بالنفس واستكثارٌ بالعمل، وازدراءٌ للخُلُق وهو مُمحِقٌ للعمل.
قال بشر الحافي رحمه الله: «العُجْب أن تَستكثِر عملك وتستقلّ عمل الناس أو عمل غيرك».
وللعُجب آفات كثيرة ، وذكر الإمام الغزالي طرفاً منها فقال ما ملخّصه: «إعلم أن آفات العُجْب كثيرة، فإنّ العُجْب يدعو إلى الكِبر، ويدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها، وما يتذكره منها فيستصغره ولا يستعظمه، فلا يجتهد في تداركه وتلافيه، وأما العبادات والأعمال فإنه يستعظمها ويتبجّح بها ويمنّ على الله بفعلها ، وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والتمكين منها ، والمُعجَب يغترّ بنفسه وبرأيه ويأمن مكر الله وعذابه ويظنّ أنه عند الله بمكان».
ولهذا جاء التحذير من العُجبِ في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ) وقوله: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
واشتدّ خوف السلف من داء العُجْب، وحذّروا منه في خطبهم ومواعظهم.
ومن نماذج ذلك قول سفيان الثوري رحمه الله يعظ أخاً له: «…وإياك وما يفسد عليك عملك، فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيّل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن تصيب من العمل مثل الذي يصيب ، ولعله أن يكون هو أروع منك عمّا حرم الله، وأزكى منك عملاً، فإن لم تكن معجباً بنفسك، فإياك أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفاً ومنزلة في صدورهم، أو حاجة تطلبها إليهم».
وعن يحيى بن زكريا المقابري قال: سمعت يحيى بن معاذ: يقول: «إياكم والعجب، فإن العجب مهلكة لأهله، وإن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».