الغلو هو الإفراط ومجاوزة الحدّ والمبالغة في الشيء.
وقد ذمّ الله تعالى الغلو والإسراف في كثير من آي القرآن، كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا).
وكذا الشأن في السنّة النبويّة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: «هلك المتنطعون قالها ثلاثاً».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قال: «إنّ الدين يُسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، فسدِّدوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة».
قال ابن القيم رحمه الله: «الاجتهاد هو بذل الجُهد في موافقة الأمر، والغلو مجاوزته وتعديه، وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان ، فإما إلى غلو ومجاوزة ، وإما إلى تفريط وتقصير ، وهما آفتان لا يخلص منهما في الاعتقاد والقصد والعمل إلا من مشى خلف رسول الله ﷺ، وترك أقوال الناس و آراءهم لما جاء به ، لا من ترك ما جاء به لأقوالهم وآرائهم، وهذا أنّ المَرَضان الخطِران قد استوليا على أكثر بني آدم.
ولهذا حذّر السلف منهما أشد التحذير ، وخوّفوا من بُلِيَ بأحدهما بالهلاك ، وقد يجتمعان في الشخص الواحد كما هو حال أكثر الخَلقِ يكون مقصراً مفرطاً في بعض دينه غالياً متجاوزاً في بعضه ، والمهدي من هداه الله».
والغلو في العبادة نوعان:
- نوع يخرج العابد عن كونه مطيعاً كمن زاد في الصلاة ركعة، أو صام الدهر مع أيام النهي، أو سعى بين الصفا والمروة عشراً أو نحو ذلك عمداً.
- وغلّو يخاف منه الانقطاع والاستحسار كقيام الليل كله وسَردِ الصيام الدهر أجمع بدون صوم أيام النهي والجور على النفوس في العبادات والأوراد.