تعريف الوعظ لغةً:
وردت لفظة الوعظ ومشتقاتها في كتب اللغة بمعنى النصح والتذكير مع التخويف والإنذار، قال ابن منظور: “الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب.. وقد وَعَظه وَعْظًا وعِظة واتَّعَظَ هو: قَبِلَ الموعظة حين يُذَكَّر الخبرَ ونحوه”. (لسان العرب:7-466)
وقال ابن فارس: “(وعظ) الواو والعين والظاء: كلمةٌ واحدة. فالوَعْظ: التخويف. والعِظَة الاسمُ منه”(معجم مقاييس اللغة:6-126).
تعريف الوعظ اصطلاحًا:
لا يختلف معنى الوعظ في الشرع عن معناه في اللغة.
قال الراغب الأصفهاني- رحمه الله-: “الوعظ: زجرٌ مقترن بتخويف”.(معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، ص:564).
وقال الخليل: “الوعظ هو: التَّذكير بالخير وما يرقُّ له قلبُه”(معجم مقاييس اللغة:6-126).
وقال ابن سيده: “الوعظ هو: تذكيرك للإِنسان بما يُلَيِّن قلبَه من ثواب وعِقاب”(لسان العرب:7- 466).
وقال الجصاص هو: “التخويف بالله وبعقابه”(أحكام القرآن للجصاص:2/189).
وقال الدردير: “الوعظ: ذكر ما يقتضي رجوع -الشخص- عما ارتكبه من الأمر والنهي برفق بما يلين القلب من الوعد بالثواب والتخويف بالعقاب”(الشرح الصغير للدردير:1-439).
وقال النووي: “المراد بالوعظ: أن يقول: اتق الله في الحق الواجب عليك، واحذر العقوبة”(روضة الطالبين:7-367).
وقال ابن المبرد: “الوعظ والعظة: تذكيرك الإنسان بما يليِّن قلبه من ثواب وعقاب”(الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي:3-667).
وعرَّفه بعض المعاصرين: “هو الخطاب الذي يتضمن تذكير المخاطب بأمور غير مرغوب فيها صدرت عنه، وذلك باستخدام عبارات تنمُّ عن المودة”(المرجع في تدريس علوم الشريعة، تحرير د. عبدالرحمن صالح عبدالله، ص:267).
وعلى هذا فإن الوعظ في الشريعة لفظ يستجمع عبارات النصح والتنبيه على الأخطاء، و”التذكير بما يردع عن الشر من الوعد بالثواب والوعيد بالعقاب”(معجم لغة الفقهاء، ص:506)، والإرشاد إلى الطريق القويم، وبيان وجوب الالتزام به، والتحذير من مخالفته.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي –رحمه الله-: ” ضابط الوعظ هو الكلام الذي تلين له القلوب، وأعظم ما تلين له قلوب العقلاء أوامر ربهم ونواهيه، فإنهم إذا سمعوا الأمر خافوا من سخط الله في عدم امتثاله، وطمعوا فيما عند الله من الثواب في امتثاله. وإذا سمعوا النهي خافوا من سخط الله في عدم اجتنابه، وطمعوا فيما عنده من الثواب في اجتنابه، فحداهم حادي الخوف والطمع إلى الامتثال، فلانت قلوبهم خوفًا وطمعًا”(أضواء البيان:3-349).
ونخلص من التعريفات اللغوية والاصطلاحية لمفردة الوعظ والموعظة إلى ما يلي:
– الوعظ: هو النصح والتذكير بالعواقب المقترن بالتخويف مع الأمر بالطاعة والتوصية بها، والاستجابة للموعظة، وكفّ النفس عن الخطأ.
– الوعظ في الشريعة لفظ يستجمع عبارات النصح، والتنبيه على الأخطاء، والإرشاد إلى الطريق القويم، وبيان وجوب الالتزام به، والتحذير من مخالفته.
– الوعظ هو التذكير بالخير والتحذير من الشر، بأسلوب يحيي واعظ الله في القلوب، ويحث المستمع على الاتّعاظ وترك الغفلة والنّسيان، والحث على العمل الصالح النافع.
– وهو علم وفن يراعي الحاجات النفسية وظروف المخاطبين، فلا يصلح الزجر والتخويف مع جميع الموعوظين، وكذا لا يصلح بث الرجاء والاطمئنان في نفوس الجميع، فهو فن يجمع بين الخوف والرجاء، والترغيب والترهيب.
– من أهم معالم الوعظ والموعظة: تليين القلوب بعد قسوتها، وتذكيرها بعد غفلتها، وانتشال الموعوظين من البعد عن الله إلى القرب منه.
وحدة البحوث والدراسات بمركز واعظ