
تغريدات وعظية


الوعظ ليس مقصوراً على التخويف والإنذار وذكر منازل الأموات وأحوال الأجداث، بل إنّ أسمى غايات الوعظ هي تقرير التوحيد وإيصاله للناس نقياً غير مشوب بأدران الشرك وأرجاس الوثنية.
………………………………………………..
من أجلّ مقاصد الوعظ وغاياته: ترقيق القلوب، وتطويع الجوارح للطاعات والقربات، واجتناب المعاصي والمنكرات.
………………………………………………..
معرفة الله بنعوت جلاله وصفات كماله يكسب النفس إيماناً ويقيناً وإقبالاً على الله تعالى، إذ كلّ صفة من صفات الله توجب عبادات خاصة، وتقتضي آثاراً.
………………………………………………..
إنّ معرفة الله وإخلاص العبادة له وحده تزيد في اليقين والإيمان، وغاية الوعظ زيادة الإيمان، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
………………………………………………..
ذَكَرَ الله في مستهلّ موعظة لقمان لابنه أعظم أسس الوعظ ومقاصده، ألا وهو الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك، فقال جلّ وعلا: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
………………………………………………..
قال الطاهر بن عاشور::«ابتدأ لقمان موعظة ابنه بطلب إقلاعه عن الشرك بالله؛ لأنّ النفس المعرضة عن التزكية والكمال يجب أن يقدَّم لها قبل ذلك تخليتها عن مبادئ الفساد والضلال، فإنّ إصلاح الاعتقاد أصل لإصلاح العمل»
………………………………………………..
النبوّة هي حبل الله الممدود إلى عباده، والطريق لمعرفة الشرائع وإقامة الحدود، وهي حجة الله على خلقه، ومناط الحساب والعقاب، كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}
………………………………………………..
النبوّة متضمّنة لأصلي الدعوة الإسلامية وهما: التوحيد والمعاد، إذ لا طريق لمعرفة الشرع والخبر إلا من طريق الرسالة.
………………………………………………..
إن النبوّة أساسٌ من أسس الوعظ، باعتبارها مصدراً أصيلاً من مصادره ، ومقصداً من أجلّ مقاصده.
………………………………………………..
النبوّة تعتبر رافداً ومصدراً عظيماً للمواعظ، ولهذا كثر الاستدلال والاسترشاد بها في مواعظ السلف رحمهم الله.
………………………………………………..
إنّ الحياة الدنيا جُعِلَت لهدف أعلى وغاية أسمى، ولولا الوعد والوعيد الأخروي لما كان هناك فرق بين الخير والشر، ولا كانت ثمة فضائل ولا رذائل.
………………………………………………..
الإيمان بالمعاد وأحوال الآخرة مفتاح كل خير، والتغافل عن ذلك مفتاح كلّ شر.
………………………………………………..
النفس تصاب بأدواء كثيرة، وأنفع العلاج أحياناً أمَرُّه، فحِرصُ النفس وطمعها وجزعها لا يداويه إلا تذكر محل الأجداث ومصارع الأموات.
………………………………………………..
إنّ النفس البشرية مجبولة على حُبِّ ما ينفعها وبغض ما يضرها، ولذلك فمن حكمة الله البالغة أن جعل للأعمال الصالحة جزاءً موفوراً يناله العبد في دنياه وآخرته، وفي المقابل جعل للأعمال المنكرة السيئة نكالاً وثبوراً.
………………………………………………..
عن عبد الملك بن عمير أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: «من أكثر ذكر الموت قلّ فرحه وقلّ حسده».
………………………………………………..
إنّ رحلة الإنسان إلى الدار الآخرة تبدأ من خروج الروح، وفي هذه الرحلة يلاقي المرء أهوالاً وعظائم، حتى يستقر قراره في الجنة أو النار، وذكر هذه الأهوال من أبلغ العظات.
………………………………………………..
عن أبي عفان قال: سمعت يزيد بن تميم رضي الله عنه يقول: «من لم يردعه القرآن والموت، ثم تناطحت الجبال بين يديه، لم يرتدع».
………………………………………………..
إنّ الواعظ الناصح يسعى بنصحه إلى تحقيق العبودية الكاملة لله عز وجل وهذه الغاية لا تتحقق إلا بمعرفة الله حق المعرفة ومن ثمّ تعظيمه وتعظيم محارمه والسعي الحثيث في استجلاب عفوه ومرضاته.
………………………………………………..
يسعى الواعظ إلى إزالة العقبات والعوارض التي تعتري الإنسان في سيره إلى ربه وأعظم هذه العوارض حب الدنيا والتعلّق بما فيها من نعيم زائل.
………………………………………………..
إنّ تعظيم الله وتوقيره وتقديره حقّ قدره مفتاح كلّ خير وفلاح وسبيل كل رشد وسداد وعلى الضد فإنّ الاستخفاف بأمر الله تعالى وعدم توقيره سبب كلّ وزر ومعصية وعلّة كلّ منكر وبليّة
………………………………………………..
إنّ معرفة الله بنعوت جلاله وصفات كماله هي السبيل الأوحد لتقدير الله حقّ قدره، من أجل هذا سعى السلف رحمهم الله إلى تأصيل هذه المعرفة في نفوس الموعوظين في كلّ خطبهم ومواعظهم
………………………………………………..
قال الإمام ابن القيم:: «فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به: أشدهم له تعظيماً وإجلالاً»
………………………………………………..
لا يتمّ للعبد تعظيم ربه ومولاه، وتعظيم محارمه إلا بأمور ثلاث : وتعظيم الحق سبحانه ، وتعظيم أمره ونهيه ، وتعظيم حكمه الكوني.