لقد أوجب الله تعالى على هذه الأمة اتباع سلفها الصالح، ومن الأدلة على ذلك:
- قوله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
قال ابن كثير رحمه الله: «قوله: (سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) هذا ملازم للصفة الأولى – أي اتّباع الرسول ﷺ – ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما اجتمعت عليه الأمة المحمدية فيما عُلم اتفاقهم عليه تحقيقاً، فإنه قد ضُمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ تشريفاً لهم وتعظيماً لنبيهم».
3- أنّ النبي ﷺ أمر باتّباع سنّة الخلفاء الراشدين كما في قوله: «فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة».
قال الإمام النووي رحمه الله: «والسلف عِلمهم أتم وأحكم، وأسدّ وأبين وأسلم، فلهذا كلّه صار أئمة الهدى على دربهم، ومصابيح الدجى على طريقهم، وهم القوم لا يشقى جليسهم، ولا يخاف تابعهم، ولا يضل متّبعهم، ولا يهتدي مخالفهم».