مما يدلّ على ضرورة تمايز الخطاب الوعظي أنّ لكل صنف من المدعوين خصائص تميّزه عن غيره، كما أنّ المدعو نفسه تتغير حاله من بيئة الأخرى ومن زمن لآخر، بل ومن ساعة لأخرى فللمدعو ثلاث حالات:
1- إما أن يكون راغباً في الخير مقبلاً عليه، لكنه قد يجهله ويخفي عليه.
2- أو أن يكون عنده فتور وكسل عن الخير أو إقبال ورغبة في الشر.
3- أو أن يكون عنده إعراض عن الخير، واندفاع إلى الشر ومحاجة في ذلك.
فلا بد من مراعاة حال المدعو في ذلك، وتكييف الموعظة مضموناً وأسلوباً بحسب إقبال المدعو وإعراضه، ونشاطه وفتوره، وفي الحديث : «إن لكل شيء شرة، ولكل شرة فترة، فإن كان صاحبها سدّد وقارب فأرجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه».